في خلوة الوقت أحادث البدر حتى يداعبني بنوره تلاعبني ذرات رملٍ بين الفينة والأخرى فأنفضها لتبتعد حمامة تراقبني من على جذع شجرة هناك.. كأن حدسها ينبئها بشيء يلسعني بعوضٌ علَّهُ يجد في دمي قصة عشقٍ تختبىء داخلي الصيف يداهم كُليّ بحرارته المرهقة لروحي ونسمات الهواء العليل تتساقط على جسدي المتعب ليخفف من قيضٍ قاتل أذهب حيث الموج يغسل كليِّ يلتحفني جنوناً كصخرةٍ تاه فوجدها
صوت محرك السيارة يدور ويدور يخبرني هل لكَ أن تطفئني يحادثني ليلك طويل فارحمني وصديقي يربت على كتفي لا تحزن ستأتيك وبين يداها ستروي قصةً لم تكن
أبتسم بتثاقل..هيا بنا نعود فما بهذا الليل ستعود ويلي عليها ما علمت كم أنفاسي تشتاقها ما علمت كم روحي عطشى لروحها ما علمت كم جسدي ضمئانٌ لها ما علمت هذا الإنسان كم لها في وله ما علمت..ما علمت..ما علمت
ابتسم صديقي وقال لنا لقاء أراه أسرع مبتعداً عني فاجأني بهروبه وتَركني وحيداً حيث التلاشي في حيرةٍ من أمري..أتعجب أيتركني في هذا الفضاء لا ماء لا طعام لا أناس لا مركبات ما به ما ذا أصابه
أتاني من خلفي..همسها حَسناً فعل..! أذهلتني بوجودها لم أحسُسْ بها
طوقتني بذراعيها حبيبي يا لذة حبيبها ما بك.. في داخلك متململ تعال هنا أنا لك
أستهيم بك لهفة أشواقي و قبلاتي أمامك لا خلفك بين يداك ليست غائبة فهل في حضرتي لا تريد لتنثر ترانيمك لا قديمة ولا جديدة أريدها .. استثنائية عبقرية تصفعني فأغيب تُسكرني لا أفيق هيا اقترب لتهمس في أُذني ألستُ أنثى القدر..؟
بل أنتِ سيدة عرشي.. هكذا وإلا فلا صاحت رحماك رباه رب الخلق والكون
أنتَ.. يا قمري يا فجراً عانق أجزائي هات ما عندك الروح لكَ تهتز أذبني كوِّني على وقع صدى كلماتك أحضني الجفاف تملكني وأنتَ بُعدُكَ يقتلني
سيدة عرشي انهار حرفي أشلاء أنا أشلاء إنسانٌ أنتِ وذلك القلب الرحيم بي بعداً لا أريد لا أطيق طيفكِ ذلك المجنون أفقدني كليِّ أشياءكِ تلك الفاتنة تغتصب مخيلتي بلابلٌ تشدو بين ثنايا شراييني وأوردتي.. لوجودكِ لهذا الأنا شغفٌ لا ينتهي يا سليلة أصل كل ابتسامات الدنيا أنتِ سقتني أزمانٌ غابرة ألم فقدكِ علقماً تراكم لم يغادر..على الدوام يصفعني إليكِ هذا الأنا أمامكِ على تمنعكِ صدكِ هجركِ أبقيه داخلك حيثما كنتِ وكيفما أردتِ اقتربي تعالي أُدني كل أحرف اللغة.. تنادي لكِ شهيقي زفيري بقيا في جسدي خوفاً لمغادرة عطركِ على نبض قلبكِ أنا كل نبضي بنيتُ أحلاماً كلها من ضحكتكِ ورد الجوري غرسته في كل أمكنتكِ سأبقى حبيبكِ عاشقاً تفاصيل كلكِ
متعبٌ أنا هل تعلمين..؟
وهنا سقطنا صريعين أرواحنا تعانقت عند صعودها أجسادنا تلاصقت عند موتها دُفِنا بقبرٍ واحد بكت الأرض ومن عليها واجتمع... : صفير..وجع
أبى هذا الصفير أن تذهب قصة هذين العاشقين الحالمين إلا وقد تردد لحنهما على ألسنة كل نفسٍ تتنفس على الأرض